لا تستمع للعناوين المبهمة

إذا كان الشخص لديه الوسيلة السهلة لكسب الأموال لم يكن ليجلس ليصنع لك فيديو ليساعدك في جلب الأموال وسوف يهتم بجمع الأموال أولا. لذلك من يقوم بتعليمك لوجه الله الكريم يعلم جيدا أن الموضوع ليس بهذه السهولة ويترك الأرزاق بيد الله.

من يخبرك عن كيف تكسب آلاف الدولارات بسهولة فهو يكسب فعلا اما من الفيديو او المقال او الكتاب الذي باعه لك والحالة الوحيدة التي تريد أن تكسب مثله هي أن تفعل مثله.

لو كان هناك شخص يستطيع تعليمك لغة برمجة في نصف ساعة فهو شخص خارق وسوف تبحث عنه كليات ومعاهد العالم للتدريس فيها ولن يجلس على اليوتيوب ليقوم بتعليمك. ومن يقنعك انه تعلم لغة سوف يستغرق نصف ساعة فهو بعيدا تماما عن معنى كلمة محترف ومادام بعيدا عن معنى كلمة محترف لذلك لن يستطيع تعليمك وهي معادلة واضحة جدا. أما اذا اراد ان يكون كلامه منطقي ومقنع يمكنه أن يقول لك أنه سوف يخبرك عن اللغة او يتناقش معك عن عناصرها ويريك من اين تتعلمها ويعطيك النصائح. أما غير ذلك فهو غير مقنع أبدا.

إذا أخبرك شخص انه سيجعل منك محترف في أيام معدودة فهو نفسه ليس بمحترف. لأنه لا يعرف معنى الإحتراف وبالتالي لن يستطيع أن يجعلك تحترف. وإذا سألت اي محترف ستعرف منه أنه سهر الليالي والشهور ليتعلم ويجرب ويبحث عن الجديد دوما. ويطور في نفسه ويبذل مجهود كبير.

إذا كان الإحتراف يأتي بسهولة لوجدت جيرانك وأصدقائك وأخوتك في المنزل محترفين مثلك مادام الأمر سهل. لكن الحقيقة أن الإحتراف يأتي مع الإبداع والمحترفين معدودين لأن الجميع ليسوا مبدعين. ولذلك كلمة الإحتراف لا تتوافق أبدا مع كلمة السهولة. يجب أن تتعب لترى الناتج ويجب أن تزرع لتحصد وكلما كان الزرع أكثر كلما كان الحصاد أكبر ولا يمكنك زرع متر وتحصل على حصاد مترين.